لماذا هذه المدونة؟

نضع بين أيديكم في هذه المدونة محتويات الأعداد الستة من نشرة فرع أكادير "المعطل(ة) المكافح(ة)" وهي تدل على المجهود الإعلامي الذي بدله الفرع للمساهمة في خلق إعلام كفاحي تقوده الجمعية الوطنية. كما يأتي هذا الإصدار للتأكيد مرة أخرى على ضرورة استمرار النضال من أجل بناء جمعية للمعطلين جماهيرية كفاحية مستقلة والعمل من أجل النضال المشترك مع كل ضحايا البطالة ومن أجل توفر جمعيتنا على إعلام كفاحي ومستقل يرفع عنها الحصار ويكون منبرا لنقاشنا الداخلي. كما نجدد التأكيد أن لا مستقبل لجمعيتنا في غياب ترسيخ تقاليد الديموقراطية الداخلية.


الجمعة، 7 يناير 2011

لنتوحد جميعا في النضال ضد الفقر والبطالة!


إن يوم 26 أكتوبر 98، وكيفما سيكون حجم المسرة الوطنية ضد البطالة وواقع نجاحها سيكون بادرة أولية في تاريخ النضالات الاجتماعية بهذا البلد: النضال جماعيا لتلبية حقوقنا الاجتماعية الأساسية وخصوصا الحق في شغل يضمن عيشا لائقا وكرامة إنسانية. النضال عبر الدفع بضرورة رد جماعي عمالي وشعبي ضد سياسات الطبقة الحاكمة. سيكون هذا اليوم أيضا أول إنذار جدي ضد حكومة ليست لا إصلاحية ولا ديمقراطية، حكومة أبانت عن إخلاصها في إتباع سياسة تحميل أعباء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية فقط لجمهور الكادحين.

لمحاربة الفقر لم يجدوا في وسعهم سوى حمل شارة ولقطة إشهارية. لم يجدوا في وسعهم سوى الركوع لمستعمرينا بالأمس واليوم، طالبين منهم تخفيف عبء المديونية.

لم يجدوا في وسعهم سوى إصدار قانون للتكوين والتأهيل بمنحنا كقوة عمل مؤقتة وبأجور بخسة للمقاولات إن هي كانت في حاجة إلينا. قدموا هدايا وإعفاءات ضريبية لباطرونا متعجرفة لا تشغِّل أحدا. وضعوا ميزانية تقشف ضربت من جديد بعرض الحائط المتطلبات الاجتماعية لشعب محكوم عليه بالبؤس والقهر. إنهم أمثال سابقيهم. فهم يصرون على إخراج مشروع مدونة الشغل يضعنا أمام مصير واحد: أن نبقى مأجورين مستعبدين ومؤقتين. كسابقتهم، يكتسي خطابهم حول الديموقراطية وجه العصا الغليظة ضد الإضرابات العمالية ونضالات الشباب.

حان الوقت لنقول كفى!

حان الوقت لفتح الطريق أمام المعارك الاجتماعية الواسعة ضد سياسات التجويع والاستغلال. حان الوقت كي نحصل بنضالاتنا على تغيير حقيقي ينطلق من القاعدة من أجل عام خال من الاضطهاد.

حان الوقت كي يصبح الأمل قوة ولكي يشكل رفض الانصياع مضمون الكرامة.

النضال إلى جانب المستغَلين ضد مشروع مدونة الشغل

يريدون أن يكونوا عصريين، أي أنصار الليبرالية المتوحشة التي تعبث فسادا في العالم والشعوب.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نعمل بدون الحد الأدنى للأجور.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نقبل بالعمل 15 ساعة في اليوم ونُرمى إلى البطالة ذات يوم.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن لا نقوم بالإضرابات التي تعرقل حرية الاستغلال.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نقبل بالتسريحات التعسفية أو نظرا «للضرورة الاقتصادية».

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن تكون لدينا نقابات لخدمة الباطرونا و«السلم الاجتماعي» والإنتاجية.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نمنح قيم البورصة وأونا (ONA) أولوية وننسى معاناتنا لقد وجدوا لكل هذا تعبيرا مناسبا: الليونة. على الأجير المستبعد أن يكون جدَّ ليِّن ليل نهار كي يراكم الباطرونا ملايير الدراهم من عرقنا ودون أدنى حق في الدفاع عن النفس. وحدها الدولة البوليسية تمتلك هذا الحق: هنا تتوقف الليونة ليبدأ التصلب والغطرسة.

نحن المناضلون من أجل الحق في الشغل، لا نقبل بمشروع ينتج ملايين العاطلين والعمال المؤقتين والمهمشين.

نحن المناضلون من أجل الحق في الشغل، لا نقبل بمشروع لا يعني فيه العمل سوى العيش في ظل تعسف مطلق.

إذا ما جرى تمرير هذا المشروع، لن يبقى أمامنا سوى القبول بقانون الغاب حيث تتحول الذئاب بكل حرية في الحظيرة. سنكون مجرد عبيد في سوق النخاسة تشترينا الباطرونا كلما شاءت وكيفما شاءت. لن نقبل بهذا لا اليوم ولا غدا. حان الوقت للإنغراس في أعماق المستغَلين لنصيح بكل قوة: «أيها العاطلين، أيها العمال، عدو واحد ونضال واحد!».

تقديم مطالب فعلية ضد البطالة

هم كالكلاب التي تعوي أكثر من أسيادها، يصيحون بأن الوضعية تستوجب مزيدا من التقشف والتضحيات. العولمة تفرض ذلك! لقد جعلوا من الملفات الاجتماعية مجرد ضجة إعلامية. يقولون بأن على اقتصادنا أن يساير هذه الحرب العالمية من أجل السوق والربح والاستثمارات التنافسية. يقولون بأنهم يستطيعون فعل الكثير، لكنهم يخدعون مصالح أولئك الذين يملكون الكثير ولا يتركون لنا حتى الفُتات. يقولون بأن ليست لديهم حلول سحرية: ولى زمن التوظيف الكامل وأصبح في عداد الطوبيات، وأصبحنا منزوعي السلاح أمام البطالة التي غدت واقعا عالميا. صارت ليونة الشغل عبارة العصر لتسيير قوة العمل ذاك منطقهم وليس منطقنا. نحن لدينا حلولنا، وسنفرضها بنضالاتنا:

-. تقليص معمم لوقت العمل دون خفض الأجور: لماذا أسبوع عمل من 45 ، 50 ، 60 ساعة، في الوقت الذي يكفي فيه تقسيم مدة العمل كي يحصل كل واحد وواحدة على منصب شغل؟ لماذا يكدح البعض ويستنزف طاقاته وأحلامه دون أن يكون لديه أي حق في الراحة وفي وقت فراغ، في الوقت الذي يبقى فيه الملايين الآخرون في وضعية إقصاء وتهميش؟ لنعمل أقل، ليعمل الجميع.

-. إلغاء الديون التي لم تصرف لا على التشغيل ولا على الحماية الاجتماعية، والتي عملت على تكريس التبعية وسمحت للمالكين بالمضاربات وبنهب صناديق الدولة. على الملايير التي تذهب إلى صناديق أبناك الشركات المتعددة القوميات والتي تبتز العمال والجماهير الشعبية أن تمول سياسات اجتماعية ضد الفقر والبطالة لكن تحت مراقبة هذه الجماهير.

-. وقف الخوصصة التي تمنح حرية كاملة للمالكين في التسريح الجماعي وفرض عدم استقرار الشغل وإفراغ الحق في الشغل في أي مضمون حقيقي. ما جدوى المطالبة بمنصب شغل في الوظيفة العمومية إذا بقيت هذه الأخيرة تحت الوصاية الفعلية لوزارة الداخلية ولدائرة شؤونها القمعية؟

-. إصلاح جدري للنظام الجبائي مع إرساء ضريبة مباشرة على الثروات الكبرى وعلى الاستثمارات المضارباتية التي لا تخلق فرصا للشغل، التقليص من مصاريف التسلح ومصاريف وزارة الداخلية التي تحوز على حصة الأسد من ميزانية الدولة بشكل تعسفي.

-. وقف التسريحات داخل المقاولات ومنح النقابات حق الفيتو حول إعادة هيكلة المقاولات والحق في مراقبة دفاتر الحسابات والمراقبة العمالية على الإنتاج وتعميم نظام العمل بعقود غير محددة الآجال.

إنها محاور مطلبية من بين أخرى لفرض حل عمالي وشعبي للأزمة لصالح المستغَلين والعاطلين، وفرض تغيير حقيقي على مستوى القاعدة. وإذا ما أصر «من هم في الفوق» على قطع الطريق أمام تطلعاتنا، سنصيح نحن الذين نوجد «في الأسفل»:

«نريد كل شيء، وقد نحصل على كل شيء.

ولن نكتفي بقول ذلك، بل سنقوم به».

حان وقت القيام بهجوم مضاد: لنتوحد جميعا ضد الفقر والبطالة! من يزرع البؤس يحصد السخط!

أكثر من أي وقت مضى، أصبح توسيع القاعدة الاجتماعية المباشرة للجمعة الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب وللقاعدة الاجتماعية للنضال ضد البطالة ضرورة عملية يومية، ورهانا حيويا لخلق ميزان قوى حقيقي لمواجهة أعدائنا الطبقيين وإعطاء دفعة لنضالنا. لقد عبرنا خلال مؤتمر جمعيتنا الرابع عن إدراكنا للتناقض بين الطابع الشمولي للنضال ضد البطالة وغياب تعبئة اجتماعية وحدوية مع كل الضحايا الفعليين والكامنين لسياسات البرجوازية. إن المساهمة في حل هذا التناقض هي مهمة مركزية. وإذا كان الاعتماد على قوانا الخاصة مهمة دائمة، فإن مراكمة القوى والحلفاء الاستراتيجيين هي مهمة حيوية إذا أردنا أن نكون في مستوى الرد على الهجومات الحالية والمقبلة فيما يخص الملفات الاجتماعية وضمنها مسألة التشغيل. لهذا من الضروري أن ندفع بشبكات من أجل النضال والتفكير المشترك، لجان وحدوية من أجل الحق في الشغل تدمج العمال والعاطلين والطلبة، الخ. رجالا كانوا أو نساء، منظمين أو غير منظمين. لم يعد يتعلق الأمر بالنضال وحدنا وبالنقاش المغلق، ولكن بالعمل على خلق حركة جماهيرية حقيقية ضد البطالة والفقر. لا نريد فقط طلابا للتظاهر معنا في هذا اليوم أو ذاك، أو نقابيين يقومون بزيارات تضامنية لنا، أو مناصرين لحقوق الإنسان يصدرون بيانات في مكاتبهم. نريد أن نعيد إحياء الأمل لكي يصبح قوة مادية، نريد عصيانا نشيطا من أجل الكرامة والعدالة. نريد أن نتعلم كيف نربط بين نضالاتنا وكيف نصون وحدتنا لنسير معا بالملايين على درب الكفاح.

أكتوبر 1998.

ليست هناك تعليقات: