لماذا هذه المدونة؟

نضع بين أيديكم في هذه المدونة محتويات الأعداد الستة من نشرة فرع أكادير "المعطل(ة) المكافح(ة)" وهي تدل على المجهود الإعلامي الذي بدله الفرع للمساهمة في خلق إعلام كفاحي تقوده الجمعية الوطنية. كما يأتي هذا الإصدار للتأكيد مرة أخرى على ضرورة استمرار النضال من أجل بناء جمعية للمعطلين جماهيرية كفاحية مستقلة والعمل من أجل النضال المشترك مع كل ضحايا البطالة ومن أجل توفر جمعيتنا على إعلام كفاحي ومستقل يرفع عنها الحصار ويكون منبرا لنقاشنا الداخلي. كما نجدد التأكيد أن لا مستقبل لجمعيتنا في غياب ترسيخ تقاليد الديموقراطية الداخلية.


الجمعة، 7 يناير 2011

لنتوحد جميعا في النضال ضد الفقر والبطالة!


إن يوم 26 أكتوبر 98، وكيفما سيكون حجم المسرة الوطنية ضد البطالة وواقع نجاحها سيكون بادرة أولية في تاريخ النضالات الاجتماعية بهذا البلد: النضال جماعيا لتلبية حقوقنا الاجتماعية الأساسية وخصوصا الحق في شغل يضمن عيشا لائقا وكرامة إنسانية. النضال عبر الدفع بضرورة رد جماعي عمالي وشعبي ضد سياسات الطبقة الحاكمة. سيكون هذا اليوم أيضا أول إنذار جدي ضد حكومة ليست لا إصلاحية ولا ديمقراطية، حكومة أبانت عن إخلاصها في إتباع سياسة تحميل أعباء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية فقط لجمهور الكادحين.

لمحاربة الفقر لم يجدوا في وسعهم سوى حمل شارة ولقطة إشهارية. لم يجدوا في وسعهم سوى الركوع لمستعمرينا بالأمس واليوم، طالبين منهم تخفيف عبء المديونية.

لم يجدوا في وسعهم سوى إصدار قانون للتكوين والتأهيل بمنحنا كقوة عمل مؤقتة وبأجور بخسة للمقاولات إن هي كانت في حاجة إلينا. قدموا هدايا وإعفاءات ضريبية لباطرونا متعجرفة لا تشغِّل أحدا. وضعوا ميزانية تقشف ضربت من جديد بعرض الحائط المتطلبات الاجتماعية لشعب محكوم عليه بالبؤس والقهر. إنهم أمثال سابقيهم. فهم يصرون على إخراج مشروع مدونة الشغل يضعنا أمام مصير واحد: أن نبقى مأجورين مستعبدين ومؤقتين. كسابقتهم، يكتسي خطابهم حول الديموقراطية وجه العصا الغليظة ضد الإضرابات العمالية ونضالات الشباب.

حان الوقت لنقول كفى!

حان الوقت لفتح الطريق أمام المعارك الاجتماعية الواسعة ضد سياسات التجويع والاستغلال. حان الوقت كي نحصل بنضالاتنا على تغيير حقيقي ينطلق من القاعدة من أجل عام خال من الاضطهاد.

حان الوقت كي يصبح الأمل قوة ولكي يشكل رفض الانصياع مضمون الكرامة.

النضال إلى جانب المستغَلين ضد مشروع مدونة الشغل

يريدون أن يكونوا عصريين، أي أنصار الليبرالية المتوحشة التي تعبث فسادا في العالم والشعوب.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نعمل بدون الحد الأدنى للأجور.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نقبل بالعمل 15 ساعة في اليوم ونُرمى إلى البطالة ذات يوم.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن لا نقوم بالإضرابات التي تعرقل حرية الاستغلال.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نقبل بالتسريحات التعسفية أو نظرا «للضرورة الاقتصادية».

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن تكون لدينا نقابات لخدمة الباطرونا و«السلم الاجتماعي» والإنتاجية.

بالنسبة لهم، تعني العصرنة أن نمنح قيم البورصة وأونا (ONA) أولوية وننسى معاناتنا لقد وجدوا لكل هذا تعبيرا مناسبا: الليونة. على الأجير المستبعد أن يكون جدَّ ليِّن ليل نهار كي يراكم الباطرونا ملايير الدراهم من عرقنا ودون أدنى حق في الدفاع عن النفس. وحدها الدولة البوليسية تمتلك هذا الحق: هنا تتوقف الليونة ليبدأ التصلب والغطرسة.

نحن المناضلون من أجل الحق في الشغل، لا نقبل بمشروع ينتج ملايين العاطلين والعمال المؤقتين والمهمشين.

نحن المناضلون من أجل الحق في الشغل، لا نقبل بمشروع لا يعني فيه العمل سوى العيش في ظل تعسف مطلق.

إذا ما جرى تمرير هذا المشروع، لن يبقى أمامنا سوى القبول بقانون الغاب حيث تتحول الذئاب بكل حرية في الحظيرة. سنكون مجرد عبيد في سوق النخاسة تشترينا الباطرونا كلما شاءت وكيفما شاءت. لن نقبل بهذا لا اليوم ولا غدا. حان الوقت للإنغراس في أعماق المستغَلين لنصيح بكل قوة: «أيها العاطلين، أيها العمال، عدو واحد ونضال واحد!».

تقديم مطالب فعلية ضد البطالة

هم كالكلاب التي تعوي أكثر من أسيادها، يصيحون بأن الوضعية تستوجب مزيدا من التقشف والتضحيات. العولمة تفرض ذلك! لقد جعلوا من الملفات الاجتماعية مجرد ضجة إعلامية. يقولون بأن على اقتصادنا أن يساير هذه الحرب العالمية من أجل السوق والربح والاستثمارات التنافسية. يقولون بأنهم يستطيعون فعل الكثير، لكنهم يخدعون مصالح أولئك الذين يملكون الكثير ولا يتركون لنا حتى الفُتات. يقولون بأن ليست لديهم حلول سحرية: ولى زمن التوظيف الكامل وأصبح في عداد الطوبيات، وأصبحنا منزوعي السلاح أمام البطالة التي غدت واقعا عالميا. صارت ليونة الشغل عبارة العصر لتسيير قوة العمل ذاك منطقهم وليس منطقنا. نحن لدينا حلولنا، وسنفرضها بنضالاتنا:

-. تقليص معمم لوقت العمل دون خفض الأجور: لماذا أسبوع عمل من 45 ، 50 ، 60 ساعة، في الوقت الذي يكفي فيه تقسيم مدة العمل كي يحصل كل واحد وواحدة على منصب شغل؟ لماذا يكدح البعض ويستنزف طاقاته وأحلامه دون أن يكون لديه أي حق في الراحة وفي وقت فراغ، في الوقت الذي يبقى فيه الملايين الآخرون في وضعية إقصاء وتهميش؟ لنعمل أقل، ليعمل الجميع.

-. إلغاء الديون التي لم تصرف لا على التشغيل ولا على الحماية الاجتماعية، والتي عملت على تكريس التبعية وسمحت للمالكين بالمضاربات وبنهب صناديق الدولة. على الملايير التي تذهب إلى صناديق أبناك الشركات المتعددة القوميات والتي تبتز العمال والجماهير الشعبية أن تمول سياسات اجتماعية ضد الفقر والبطالة لكن تحت مراقبة هذه الجماهير.

-. وقف الخوصصة التي تمنح حرية كاملة للمالكين في التسريح الجماعي وفرض عدم استقرار الشغل وإفراغ الحق في الشغل في أي مضمون حقيقي. ما جدوى المطالبة بمنصب شغل في الوظيفة العمومية إذا بقيت هذه الأخيرة تحت الوصاية الفعلية لوزارة الداخلية ولدائرة شؤونها القمعية؟

-. إصلاح جدري للنظام الجبائي مع إرساء ضريبة مباشرة على الثروات الكبرى وعلى الاستثمارات المضارباتية التي لا تخلق فرصا للشغل، التقليص من مصاريف التسلح ومصاريف وزارة الداخلية التي تحوز على حصة الأسد من ميزانية الدولة بشكل تعسفي.

-. وقف التسريحات داخل المقاولات ومنح النقابات حق الفيتو حول إعادة هيكلة المقاولات والحق في مراقبة دفاتر الحسابات والمراقبة العمالية على الإنتاج وتعميم نظام العمل بعقود غير محددة الآجال.

إنها محاور مطلبية من بين أخرى لفرض حل عمالي وشعبي للأزمة لصالح المستغَلين والعاطلين، وفرض تغيير حقيقي على مستوى القاعدة. وإذا ما أصر «من هم في الفوق» على قطع الطريق أمام تطلعاتنا، سنصيح نحن الذين نوجد «في الأسفل»:

«نريد كل شيء، وقد نحصل على كل شيء.

ولن نكتفي بقول ذلك، بل سنقوم به».

حان وقت القيام بهجوم مضاد: لنتوحد جميعا ضد الفقر والبطالة! من يزرع البؤس يحصد السخط!

أكثر من أي وقت مضى، أصبح توسيع القاعدة الاجتماعية المباشرة للجمعة الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب وللقاعدة الاجتماعية للنضال ضد البطالة ضرورة عملية يومية، ورهانا حيويا لخلق ميزان قوى حقيقي لمواجهة أعدائنا الطبقيين وإعطاء دفعة لنضالنا. لقد عبرنا خلال مؤتمر جمعيتنا الرابع عن إدراكنا للتناقض بين الطابع الشمولي للنضال ضد البطالة وغياب تعبئة اجتماعية وحدوية مع كل الضحايا الفعليين والكامنين لسياسات البرجوازية. إن المساهمة في حل هذا التناقض هي مهمة مركزية. وإذا كان الاعتماد على قوانا الخاصة مهمة دائمة، فإن مراكمة القوى والحلفاء الاستراتيجيين هي مهمة حيوية إذا أردنا أن نكون في مستوى الرد على الهجومات الحالية والمقبلة فيما يخص الملفات الاجتماعية وضمنها مسألة التشغيل. لهذا من الضروري أن ندفع بشبكات من أجل النضال والتفكير المشترك، لجان وحدوية من أجل الحق في الشغل تدمج العمال والعاطلين والطلبة، الخ. رجالا كانوا أو نساء، منظمين أو غير منظمين. لم يعد يتعلق الأمر بالنضال وحدنا وبالنقاش المغلق، ولكن بالعمل على خلق حركة جماهيرية حقيقية ضد البطالة والفقر. لا نريد فقط طلابا للتظاهر معنا في هذا اليوم أو ذاك، أو نقابيين يقومون بزيارات تضامنية لنا، أو مناصرين لحقوق الإنسان يصدرون بيانات في مكاتبهم. نريد أن نعيد إحياء الأمل لكي يصبح قوة مادية، نريد عصيانا نشيطا من أجل الكرامة والعدالة. نريد أن نتعلم كيف نربط بين نضالاتنا وكيف نصون وحدتنا لنسير معا بالملايين على درب الكفاح.

أكتوبر 1998.

العدد الثامن: أكتوبر 2002

المعطل(ة) المكافح(ة) نشرة داخلية يصدرها فرع آكادير للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب

العدد الثامن: أكتوبر 2002

============================

المحتويات

افتتاحية ……………………..الصفحة 0

لنواصل السير ………..…… الصفحة 1

آخر طلقات حكومة التناوب ..…..الصفحة 3

الشغل حق وليس امتياز………. الصفحة 9

===========================

افتتاحية :

إن يوم 26 أكتوبر، دخل ذاكرة المعطلين أولا كتاريخ لتأسيس جمعيتهم المناضلة وثانيا كيوم أسود في تاريخ القمع الذي يطالها ولا يزال منذ التأسيس. فالجمعية جاءت كرد فعل واع ومنظم وكفاحي على حرمان مئات الآلاف من المعطلين حاملي الشهادات من حقهم العادل والمشروع في الشغل والتنظيم. والمسيرة الوطنية الشعبية ضد البطالة بادرة أولية في تاريخ النضال الاجتماعي بالبلاد. إن هذا التاريخ رمز للرد الجماعي الضروري لصد الهجوم المتواصل على مكاسب تاريخية للطبقة العاملة والجماهير الشعبية الكادحة، انتزعت عبر نضال ضاري كلف العديد من التضحيات.

هذا، وبعد 11 سنة من النضال ضد سياسة ترفض لنا حقنا في الشغل والتنظيم وحقنا في دخل يضمن الاستجابة لأبسط حاجياتنا. تطل علينا الدولة بفضيحة اسمها «النجاة» جعلت عشرات الآلاف من المعطلين يتعلقون بالسراب، قبل أن تنكشف الخدعة. لقد اكتفينا حتى التخمة من برامج الدولة المفلسة ومن وعودها الزائفة التي لا تنتهي وحان الوقت لنصرخ بكامل قوانا لنقول كفى.

فلنفتح الطريق أمام معارك مركزية جبارة من أجل خلق مناصب شغل إضافية بالميزانية الحالية بما يسمح بامتصاص فعلي لجزء مهم من البطالة ومن أجل تعويض عن البطالة لا يقل عن الحد الأدنى للأجور.


لنواصل النضال حتى الاعتراف القانوني بالجمعية والاستجابة لمطالبها

تأسست جمعية المعطلين يوم 26 أكتوبر 1991 كجمعية للنضال من أجل الشغل، وكان مطلبها الأساسي بالإضافة إلى الاعتراف القانوني هو تخصيص مناصب بالوظيفة العمومية للجمعية. هكذا نشأت الجمعية فئوية (المعطلين حاملي الشهادات) وبهدف واحد (الشغل). وتعد الجمعية أول إطار لخوض نضال منظم من أجل الحق في الشغل والتنظيم وهي من فتحت آفاقها للشباب المعطل في مواجهة وضعية الإقصاء والتهميش. إنها مكسب تاريخي مهم يجب تقويته وإعطاء المصداقية لمقترحاته.

لم يأتي هذا الإطار من عدم، فبوادره الأولى ترجع إلى نضال لجان حاملي الشهادات (المجازين) مند أواسط الثمانينات، كما أن سياق تأسيسه كان مطبوعا بصعود وتيرة النضال الاجتماعي سواء الجمعوي الحقوقي أو الطلابي أو العمالي.

تأسست الجمعية بحضور 70 لجنة محلية وضعت على عاتقها بناء إطار مناضل يقوم على المبادئ التالية: الجماهيرية والديموقراطية والاستقلالية والتقدمية. لقد كان الرهان كبيرا حيث بلور المؤتمر التأسيسي عدة أفكار يمكن إجمالها في: - ضرورة العمل على لف جماهير المعطلين حاملي الشهادات حول هذا الإطار- حمل الدولة على الاعتراف القانوني بالجمعية- العمل على إسماع صوت الجمعية والاستجابة لمطالبها.

إن تأسيس الجمعية يعبر عن رفض وضعية غير محتملة. وهو إعلان عن إفلاس سياسة الدولة القاضية بوقف التوظيف بالوظيفة العمومية وعن عجز القطاع الخاص المزمن عن التشغيل وعن رفض انتشار الفساد والرشوة وعلاقات الزبونية والمحزوبية.

بعد 11 سنة من النضال تكون الجمعية قد كرست ثقافة احتجاجية ومطلبية فريدة. لكن استمرار عزلتها وتراجع مكاسبها يهدد تطورها. لقد أصبح واضحا أن الجمعية لن تستطيع لوحدها فرض تنازلات فعلية على الدولة وأنها عاجزة عن صد الهجوم على إحدى المكاسب التاريخية للجماهير الشعبية التي تشكلها الوظيفة العمومية.

يعتبر الجزر العام لنضال الحركة العمالية معيقا موضوعيا أمام بناء كفاحي وديموقراطي للجمعية ودون تجاوز هذا الضعف لن تتمكن الجمعية من التقدم نحو بلورة منظور شمولي للمساهمة في النضال ضد البطالة. ينضاف لدلك تقل قاعدتها الاجتماعية الخاصة (معطلون بدون دخل ومن وسط اجتماعي فقير يبحثون عن مكان داخل المجتمع هنا والآن) التي لا تسمح ببلورة تصور شامل للنضال ضد البطالة (أشكاله وطرق التنظيم والمطالب والشعارات) وهذا ما يؤكده التنافر الصارخ بين أدبيات الجمعية وممارستها.

دون تجاوز ضعف الوعي لدى المعطلين بقضيتهم وبدون دخول المعنيين الآخرين ساحة النضال ضد البطالة وبدون تجاوز شتات نضال حاملي الشهادات وبدون استراتيجية النضالية مضادة للقمع وبدون دعم شعبي وأممي فإن الجمعية تنفتح على أزمة غير مسبوقة.

يجب لمنع سيرورة التراجع النضالي للجمعية تقوية كل الوسائل التي تسمح برفع الوعي النضالي لدى القواعد بالانفتاح على شراكة قصوى مع باقي الحركات المناضلة محليا ودوليا. من هنا ضرورة صيانة وتقوية الديموقراطية الداخلية والعمل على إنجاح التجربة الإعلامية للجمعية وتثبيت مبدأ التعددية عبر القبول بالتواجد النضالي الكثير التنوع داخل الجمعية وتكريس مبدأ التوجه الكفاحي، أو التوجه نحو الفعل النضالي الميداني لتجسيد الوفاء بين الأقوال والأفعال.

سيسمح العمل بهذه المبادئ بإعطاء الحملات المركزية المقبلة للجمعية قوة بدونها لن تتمكن من تكسير الطوق الحالي الذي يحاصرها من كل جانب.


آخر طلقات حكومة التناوب

تقديم:

تعني البطالة باختصار استحالة إشباع أي من حاجياتنا الاجتماعية الأساسية… ويشمل هذا الوحش الرأسمالي قاعدة اجتماعية عريضة، والشباب والنساء بشكل خاص.

لقد عملت الدولة التبعية في المغرب على تطبيق سياسة تراجعية لحل معضلة البطالة مند النصف الثاني من الثمانينات دون أن تجد لها حلا، حيث لا ينفك حجمها والفئات التي تطالها يتزايدان. من جهة أخرى كشف ويكشف نضال المعطلين بكل أصنافهم فشل السياسات التشغيلية للدولة.

عملت الدولة خلال العقدين الأخيرين على تخريب العديد من البرامج لتغطية انسحابها من ميدان التشغيل وهي نفس البرامج التي اجتهدت حكومة التناوب في تعديلها وفي نفخ الروح فيها كلما انكشف زيفها وعدم فعاليتها في كبح طموح المعطلين للحصول على مناصب شغل قارة وبأجر يضمن العيش الكريم.

.1) قروض المقاولين الشباب:

نظمت بقانون 87-36 الذي دخل حيز التطبيق منذ 1989 بغلاف مالي قدره 800 مليون درهم. لم يستطع هذا البرنامج التخفيف من حجم البطالة بشكل ملموس وستلجأ الدولة إلى تعديله سنة 1993 عبر خلق صندوق وطني للنهوض بتشغيل الشباب منظم بقانون 93/13 بغلاف مالي بلغ 1.8 مليار درهم مع رفع سقف القروض إلى 100 مليون سنتيم.

بدل أن تمتص هذه القروض من حجم البطالة، امتصت جيوب المقاولين الشباب وقادت إلى إفلاس نسبة كبيرة منهم بفعل صعوبات التمويل وتقل الجهاز البيروقراطي وتحايله والمنافسة… لقد أدى هذا البرنامج إلى مأساة حقيقية لا يزال المقاولون الشباب يتجرعون مرارتها.

.2) التشغيل الذاتي:

صيغة منقحة عن قروض المقاولين الشباب تندرج ضمن نفس الإطار القانوني مع خفض سقف القروض إلى 25 مليون سنتيم. يستهدف هذا البرنامج مساعدة الشباب حاملي الشهادات على خلق مقاولاتهم الخاصة وبالتالي شغلهم الخاص. ورغم الفشل البين لهذا البرنامج فإنه لا يزال أحد الإجراءات التي يتم التطبيل لها.

.3) المجلس الوطني للشباب والمستقبل

يعد، منذ تأسيسه في يوليوز، 1990 إحدى اللبنات الأساسية للهجوم الإيديولوجي للدولة. وصرفت له اعتمادات مالية مهمة، وكان دوره الأساسي هو إقناع حاملي الشهادات بمسؤوليتهم عن بطالتهم. وعمل جاهدا ليقوي التنافس بين مختلف فئاتهم، ويمنح المعطلين أحد خيارين: إمّا أن يكونوا مهارات في خدمة الرأسماليين، وإمّا أن يصبحوا مقاولين صغار ومتوسطين. وهي الخيارات التي كشف نضال المعطلين زيفها وعدم تلاؤمها مع طموحاتهم الفعلية.

لقد دخل هذا المجلس التضليلي في طي الكتمان لأنه فشل في تدجين المعطلين وكبح نضالهم. لكن كل الإجراءات التي لا تزال الدولة تعتمدها ترجع إلى خلاصات الدراسات التي قام بها خبراء المجلس والنابعة من روح توصية البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.

.4) التكوين من أجل الإدماج:

أطلق هذا البرنامج في إطار مبادرة التشغيل منذ 1987، وتتعدد صيغه بشكل يقوي الانقسام داخل صفوف العاطلين، فهناك التكوين الاندماجي والتكوين التأهيلي والتكوين التحويلي والتكوين المستمر والتكوين بالتدرج المهني والتكوين المهني والتكوين التقني وكلها صيغ للدعم المباشر للمقاولة عبر إعفائها من التحمل الضريبي والتحملات الاجتماعية وضريبة التكوين المهني وعبر مساعدات مالية متفاوتة المبالغ برسم التدريب وعبر المتدربين الذين تستغلهم مجانيا في الغالب وفي أحسن الأحوال بواسطة منحة شهرية «لا تسمن ولا تغني من جوع». إنها صيغ لمساعدة المعطل على أن يكون تنافسيا في سوق الشغل وليس لضمان شغل قار وبأجر قار يضمن الكرامة. إنها صيغ لتعميم التنافس بين المعطلين وبينهم وبين العاملين وبين هؤلاء أنفسهم. إنها صيغ لإدخال وتعزيز مرونة معممة في سوق الشغل تشمل استقرار العمل والأجر…

خصص لهذا البرنامج غلاف مالي سنوي يقدر بـ 500 مليون درهم في إطار المخطط الخماسي الحالي قبل تقليصه إلى 300 مليون درهم. وهذه المبالغ أكثر أهمية بكثير من «مناصب الشغل» التي يتم خلقها عبره.

.5) المناظرة الوطنية للتشغيل:

أمام تصاعد نضال المعطلين، كانت الدولة كعادتها مع كل النضالات الاجتماعية في حاجة إلى ضمان إجماع وطني حول سياستها التشغيلية المفلسة. وقد تمكنت من ذلك عبر لف كل الأحزاب والنقابات والجمعيات التنموية حولها وعبر المشاركة الانفرادية للمكتب التنفيذي للجمعية الوطنية.

لقد شكلت هذه الندوة تجميعا وتركيبا لكل برامج الدولة التي تبين فشلها في حل معضلة البطالة الجماهيرية والإقصاء الاجتماعي والتهميش. كما كانت فرصة لإطلاق دعاية ممنهجة للمرونة كحل سحري لمواجهة التقهقر الاجتماعي المتنامي بفعل الهجوم الليبرالي المستمر على المكاسب التاريخية للطبقة العاملة والجماهير الشعبية الكادحة.

.6) الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات:

تعد من أبرز خلاصات مناظرة التشغيل بمراكش سنة 1998. تم تأسيسها تحت قانون 99/51، وهي مؤسسة عمومية تتمتع بوضعية الشخص المعنوي وبالاستقلال المالي، وتعمل على الوساطة في سوق الشغل لليد العاملة المؤهلة، وليست معنية باليد العاملة غير المؤهلة ولا باليد العاملة القروية. تعمل الوكالة تحت شعار «أنت تشتغل، نحن نشتغل معك، وأنت تبحث عن الشغل، نحن نبحث معك» وتعتمد منذ تأسيسها برنامجا من خمس عقد تدريب (التكوين من أجل الإدماج) مختلفة وبرنامج للتشغيل الذاتي. ولا تخرج هذه البرامج عن جوهر مبادرة التشغيل 1987 وقروض المقاولين الشباب 1989. وكلها برامج لم يعد فشلها يخفى على أحد. والبرهان العملي على ذلك هو تنامي احتجاجات المستفيدين منها سواء المقاولين أو المعاد تكوينهم أو المعرضين لعبودية تكوين-إدماج.

تطمح الوكالة إلى تدوير Recyclage 31 ألف حامل شهادة سنويا وخصص لها غلاف مالي سنوي بـ 179 مليون درهم.

تعمل ANAPEC على تفكيك سوق الشغل بعد التخلي عن احتكار الدولة عبر إلغاء مكاتب التشغيل في 05/06/2000. وهذه الأخيرة شبكة من حوالي 50 مكتبا يشمل تدخلها كل أصناف العاطلين وتتحكم الدولة عبرها في توجيه طالبي الشغل إلى الأنشطة حيث يسجل الخصاص في اليد العاملة.

إن تأسيس الوكالة وإطلاق العنان للشركات الخاصة التي تشتغل في مجال السمسرة في اليد العاملة يعد تشريعا لخروج الدولة من ميدان الشغل.

هكذا تسهر الوكالة على تنفيذ سياسة الدولة في ميدان الشغل المستهدفة لمختلف فئات اليد العاملة المؤهلة من حاملي الشهادات، والتي تشمل كل المقاولات التي تشغل أقل من 50 عامل بما فيها تلك التي تحتاج فعلا لليد العاملة. مع امتيازات إضافية لتلك التي توجد في مناطق مهمشة اقتصاديا. ويمكن تقسيم برنامج تدخلها إلى جانب برنامج التشغيل الذاتي إلى: عقدة الإدماج؛ وتعني حاملي الشهادات انطلاقا من الباكالوريا الباحتين عن العمل لأول مرة. ويتعلق الأمر بتدريب تكوين-إدماج يمكن للمقاولة فسخها متى شاءت بدون شروط. وعقدة ولوج العمل وهي تعني الفئة التي تجد صعوبة في العثور على العمل كالمعاقين والباحثين عن العمل لأزيد من سنة والمعطلين لأزيد من 3 سنوات.

بالنسبة للمعطلين يتعلق الأمر باكتساب تجربة مهنية وتقوية حظوظهم في سوق الشغل. وبالنسبة للمقاولات بدعم تنافسيتها مجانيا عبر الاستفادة من يد عمل مؤهلة وعبر منح سخية من الميزانية العامة.

طبعا، بعد قرابة 15 سنة من التطبيق العملي لمختلف هذه البرامج والتعديلات الشكلية المدخلة عليها يمكن تلخيص جوهرها في سعي الدولة إلى خلق وضعيات عدم استقرار دائمة داخل سوق الشغل. فبالنسبة للعاملين لن يعود هناك مجال لاستقرار الشغل ولا لاستقرار الأجر ولا لاستقرار المنح والتعويضات أي فتح المجال لهشاشة شروط حياة وعيش العامل.

وبالنسبة للعاطلين وضعية انتقالية دائمة بين البطالة والشغل، في إطار برنامج البنك الدولي حول إعادة تدوير العاطلين. يتعلق الأمر بعدم ترك المعطلين في وضعية بطالة دائمة وفي نفس الوقت عدم إدماجهم في الحياة العملية، وهذا هو حال برنامج التكوين حيث بعد عام أو أكثر من التكوين الإضافي يجد المعطل نفسه في نقطة البداية، البطالة مجددا. ونفس الشيء ينطبق على مسلسل عقد التدريب شبه المجاني وكذا التشغيل الذاتي حيث يجد المعطل نفسه أمام وضعية حيث لا هو بالمقاول ولا هو بالمفلس في أحسن الأحوال.

.7) الفضيحة «النجاة» آخر طلقات حكومة التناوب:

تمت هذه الصفقة في سياق التحضير للانتخابات التشريعية. وهذا ما يدفعنا للتساؤل حول براءتها، خصوصا وأن الدولة والحكومة لا يمكن أن يفوتها نصب هذه الشركة على عدة بلدان. مثل كينيا 50 ألف مرشح وسوريا 250 ألف مرشح وغيرها في بقاع مختلفة من العالم. حيث قدمت عروضا مهمة حول تشغيل الآلاف من العاطلين على متن بواخر سياحية لشركات من بلدان أوربية مختلفة.

كل شيء يجعلنا نعتقد كون الدولة والحكومة التجأت إلى خبرة هذه الشركة في النصب والاحتيال من أجل تحييد المعطلين إبان فترة الانتخابات. خاصة أمام إمكانية أن تفتح هذه الأخيرة نقاشا سياسيا حول مسألة التشغيل. مما قد يدفع بدوره إلى تقوية الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب والمجموعات المناضلة الأخرى. وبالتالي تعبئة الجماهير العريضة من المعطلين للمطالبة النضالية بالحق في الشغل.

لقد نبه الاتحاد المغربي للشغل الحكومة مبكرا إلى عدم جدية المبادرة مذكرا بتجربة النجاة بدول أخرى. كما أن الجمعية الوطنية شككت في جديتها وطالبت بإعطاء ضمانات فعلية حول جديتها. غير أن الدولة اختارت الصمت، بل أكدت جدية الصفقة عبر وزيرها في التشغيل عباس الفاسي في برنامج بالقناة الثانية وفي مجلس المستشارين. وعبر وكالتها ANAPEC وعبر إشراف العمالات والولايات على العملية. إن تعامل الدولة هذا هو الذي شجع عشرات الآلاف من العاطلين بالإضافة إلى عائلاتهم على الجري وراء هذا السراب الذي رأوا فيه الخلاص من وضعية لا يمكن تحملها.

لقد نجح مسعى الدولة في تحييد المعطلين إبان الانتخابات بواسطة هذه الصفقة المدبرة ونجحت في إضعاف الجمعية الوطنية التي كانت تعتزم جعل تلك الفترة مناسبة للتعريف بمطالبها ومبادراتها وفرصة كذلك للنضال ضد الاستغلال السياسي لمسألة البطالة من طرف الأحزاب المفلسة. فهل تنجح الدولة في امتصاص نقمة أزيد من 50 ألف وعائلاتهم المعنيين بالعملية؟

.8) اللجنة الوطنية للمتضررين.

شهدت كل المدن المغربية حيث تتواجد فروع للوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات احتجاجات للمعطلين المتضررين. في الأول كانت هذه النضالات عفوية وشكلت رد فعل مباشر على خبر اختفاء مدير شركة النجاة، واستعداد الوكالة لتعويض المعنيين والعمل على توفير أقصى عدد من مناصب الشغل عبر وسائلها الخاصة، وتأكيدها على أنها تتابع العملية من الشركات الأوربية المعنية بشكل مباشر.

جاء الإعلان عن فشل العملية مباشرة بعد الانتخابات. وبدأت كل الصحف المأجورة تتحدث عن النصب والاحتيال، وانطلق التراشق بالمسؤولية بين الأحزاب المتآمرة. لقد انتهى دور الصمت بعد نجاح اللعبة في تأدية مفعولها. وانطلق ضجيج الصحف والأحزاب ليبطل المفعول، عبر العمل على امتصاص غضب المتضررين وإقناعهم بأن العملية كانت نصبا واحتيالا. وبأن الدولة ستعمل على مقاضاة الشركة دوليا وأنها ستعوضهم عن مصاريف الفحوصات التي أجروها.

لقد ابتدأ نضال المتضررين عفويا، لكنه سرعان ما تحول إلى فعل منظم وميداني. هكذا تأسست لجنة وطنية ولجان محلية وانطلق مسلسل الاتصالات مع المسؤولين وكان أولهم رشيد شفيق مدير الوكالة الوطنية الذي أخبر محاوريه بفشل العملية و… ثم والي الدار البيضاء الذي كان كل همه الحفاظ على الأمن بالبيضاء. متناسيا أن هؤلاء المواطنين كانوا عرضة أمام أعينه وأعين كل مسئولي هذا البلد لأكبر فضيحة أمنية. بعد ذلك سيتم عقد لقاء مع لجنة مكونة من ممثل لسلطة وآخر لوزارة التشغيل وآخر لوكالة البيضاء وغياب المدير الذي يرى أن اللقاء يجب أن تكون محلية على مستوى الوكالات.

لم تحمل كل هذه اللقاءات جديدا حول مطالب المعطلين المتمسكين بحقهم في الشغل وبحقهم في تعويض وفق شروط العقد الذي وقعوه. لذا دعت اللجنة الوطنية لوقفة أمام البرلمان يوم 22/10/2002 حضرها قرابة 3000 معني من أجل الدفع بمطالبهم إلى الأمام.

إن المبادرة نحو تشكيل لجنة وطنية للمعطلين المتضررين من هذه العملية هو اتجاه نحو تقسيم آخر لصفوف المعطلين ولن يعدو الأمر سوى تكرار لتجارب المجموعات الأخرى المتواجدة على هامش الجمعية الوطنية. إن العملية الحالية ظرفية وسرعان ما سيتم احتوائها عبر تغذية أوهام أخرى تناول منها المعطلون حتى التخمة. ليس مطلب المتضررين حول حقهم في الشغل سوى المطلب الذي رفعته وناضلت من أجله الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب منذ تأسيسها سنة 1991. وليس مطلبهم حول تعويض عن الضرر حسب شروط العقد سوى صيغة جزئية لمطلب الجمعية حول تعويض عن البطالة لا يقل عن الحد الأدنى للأجور.

إننا نرى ضرورة العمل على توحيد نضال حركة المعطلين داخل الجمعية الوطنية حول مطلبي الشغل والتعويض. فلنجعل من هذه الفضيحة فرصة لإطلاق حملة وطنية للمطالبة بالحق في الشغل عبر المطالبة بخلق مناصب شغل بالميزانية الحالية بشكل يسمح بامتصاص فعلي لجزء مهم من العاطلين. وللمطالبة بتعويض عن البطالة لا يقل عن الحد الأدنى للأجور عبر خلق صندوق وطني تموله الدولة والباطرونا.

لسنا من يرفض العمل بل الدولة هي التي تصادر منا هذا الحق. لذا فرفضها منحنا تعويضا عن البطالة يعني الامتناع من نجدة مئات الآلاف من البشر في خطر. لا يمكن السكوت عن هذه الجريمة ولا سبيل سوى النضال الحازم لفرض الاستجابة لمطالبنا.


الشغل حق وليس امتياز

ما نريده قبل كل شيء هو القضاء على البطالة؛ عبودية المجتمع الرأسمالي. ليست هناك أية حتمية في طريقة تنظيم المجتمع والعمل الحاليين. هكذا يجب تغيير قواعد وأولويات وقوانين اشتغال المجتمع الرأسمالي. فالبطالة تمثل حاليا تهديدا كبيرا لمستقبل المجتمع: إنها تثير الكراهية والعنف والتعصب والعزلة والخوف، إنها تستهدف عددا متناميا من النساء والرجال وتجعل الشباب عابرين سريين في المجتمع. إنها تحدد سلبيا الـ«بدون»: بدون عمل وبدون سكن وبدون دخل وبدون مكانة. إنها تغذي الأزمة.

أليس هذا كافيا للتوفر على الجرأة لوضع حد للبطالة؟ إن جماهيريتها واستمرارها تشكك في إمكانية إلغائها، فالقضاء عليها مرتبط بقوة الحركة العمالية، من جهة، وبمصداقية مقترحاته، من جهة أخرى. إن القضاء عليها لن يتم دون القضاء على نمط الإنتاج الرأسمالي.

إن الدخل واجب مستحق: ففي غياب ضمان الشغل للجميع يجب منح دخل يمكّن من العيش بكرامة.

من أجل تعويض عن البطالة يمكّن من العيش الكريم

رفعُ هذا المطلب ومساندته الجماهيرية يعني إرجاع الأمل في حياة كريمة لمن لم يعودوا يثقون في شيء. وهو كذلك حجر الزاوية الضروري للخروج من هذه المأساة. إن الجواب الإنساني على وضع غير مقبول هو العمل على توفير الشغل للجميع، إجابة اجتماعية تسمح بتوفير الوسيلة الأكثر جدية للتمكن من العيش في مجتمع لا يعرف بالحق في العيش سوي لمن يتمكن من بيع قوة عمله. إنه كذلك إجابة ضد الهجوم على الخدمات الاجتماعية والطريقة الوحيدة لليسار ليكون في مستوى التطلعات التي يحملها.

ستتذرع الدولة بأن هذا التعويض سيمنع الناس من العمل، لكن الذي يجب فعله هو منع الباطرونا من التشغيل بأجور زهيدة. وستتذرع كذلك بكون التكلفة باهظة، لكن أليست تكلفة مديونية لم يصرف منها فلس على تلبية حاجياتنا الأكثر أولوية باهظة؟ أليست أجور الموظفين الكبار مكلفة؟ أليس نهب القطاع العام مكلفا؟ أليس الدعم المالي للمقاولات وإعفائها الضريبي ومن تحملات الضمان الاجتماعي… مكلفا؟ … الخ.

إننا نطالب بإنشاء صندوق للتعويض عن البطالة يمول من طرف الدولة والباطرونا.

على جمعيتنا أن تفتح نقاشا داخليا حول قيمة هذا التعويض التي لا يجب أن تكون أقل من الحد الأدنى للأجور وكيفية تمويله وصرفه، وأن تقوم بحملة وطنية لشحذ الدعم الجماهيري لهذا المطلب عبر توزيع مناشير وتوقيع العرائض وتنظيم مهرجانات وندوات تساهم فيها الإطارات الجماهيرية، ثم تقوم بإطلاق مبادرات نضالية لفرض الاستجابة لهذا المطلب.

الاثنين، 3 يناير 2011

تقرير حول مبادرة «ميثاق شراكة من أجل أكال (الأرض)»





بمبادرة من جمعية «تامونت نيفوس» (كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب) للتحسيس والنضال ضد الانتزاع القسري للأراضي من مالكيها الأصليين حيث تشرف الدولة على نزع الأراضي لتفويتها للخواص أو تستغلها هي من أجل الأرباح وليس لمصلحة الشعب المغربي. ونظرا لمسألة نزع الأراضي من عواقب وخيمة على السكان المعنيين خاصة توسيع الفقر والإقصاء، وقعت أزيد من 20 جمعية من بينها فرع آكادير لج. و. ح. ش. م. م. على « ميثاق شراكة من أجل أكال (الأرض)» وثم الإجماع على تنظيم ندوة حول موضوع الأرض حددت لها الأهداف التالية:
1). التحسيس بخطورة القضية والكشف عن التلاعبات التي تطالها من طرف كل من مؤسسات المخزن ذات الصلة بموضوع الأرض
2). تنوير المتضررين من الفلاحين أصحاب الأراضي وتوعيتهم بكل الجوانب المتعلقة بقضيتهم قانونيا ونضاليا
3). وضع استراتيجية عمل تتوخى متابعة تطورات القضية والنضال من أجل محافظة الفلاحين على أراضيهم ومن أجل استرجاع حقوق من انتزعت منهم أراضيهم.
4). مساندة ودعم كل المتضررين مباشرة من قضية الأرض.
وللإشارة فبرنامج الندوة المقرر عقدها يومي 17 و18 فبراير 2001 بآكادير يتضمن المحاور الكبرى التالية:
أ)- الإطار القانوني الخاص بالأرض
ب)- الإطار الحقوقي ويشمل شهادات حية للمتضررين وتقارير حول الخروقات المرتكبة في ما يتعلق بالأرض
ج)- الإطار الاقتصادي والبيئي والثقافي المتعلق بالأرض.
ويشارك فرع جمعيتنا بجانب الجمعيات الأخرى في اللجن التنظيمية التي تعمل على التهيئ الأدبي والمادي لإنجاح الندوة التي تعد محطة إشعاعية أولية للإلمام بالقضية في أفق الدفع بالنضال في اتجاه تنظيم جماهير السكان المغتصبة أرضهم.

المسيرات الأوروبية




ضد البطالة والعمل المؤقت وكل أنواع الإقصاء
بقلم: ك. أكيتون  و ر. كريميو[5]

انطلقت المسيرات يوم 14 أبريل 1997. وكان وجودها نفسه في أروبا قاطبة حدثا لم يسبق له مثيل.
تأسست في كل بلدان الاتحاد الأوروبي، حتى لوكسمبورغ هذا البلد الصغير، لجان لتنظيم المسيرات. وضمت تلك اللجان كل ما هو موجود من منظمات العاطلين وبدعم من النقابيين المنحدرين في أغلبهم من قطاعات اليسار النقابي.
في أوربا برمتها أتاحت هذه المسيرات عقد اجتماعات في قرابة ألف موقع في أوربا (منها 250 في فرنسا). وأتاحت لقاءات بين العاطلين والأجراء في مولينكس[6] ورونو فيلفورد وأورلي[7] وفي منشآت أوربية عديدة. وكان مرورها فرصة لتنظيم أنشطة هامة لجمعيات النضال ضد البطالة وكل أنواع الإقصاء.
وفي باريس كان احتلال بنك فرنسا هو الذي أفضى إلى اللقاء مع تريشي، محافظ البنك، الذي التزم بعقد لقاء سنوي مع جمعيات النضال ضد البطالة والإقصاء كخطوة أولى نحو الاعتراف الفعلي بها. كما جرت أيضا عمليات احتلال لمساكن فارغة منها بناية من 15 ألف متر مربع في ساحة ايينا في ملك القرض الليوني.
وقد تجاوز مفعول المسيرات نطاق الاتحاد الأوربي: إذ جرت مسيرات في سويسرا وفي النرويج وتم تنظيم انطلاقة رمزية بين سرايفو وتوزلا (شارك ثمانية من البوسنة في المسيرات من باريس إلى أمستردام) وحلت وفود تركية وعربية وألبانية من القارة الأمريكية بأمستردام يوم 14 يونيو 1997.
ومثلت مظاهرة أمستردام إحدى أهم المظاهرات الأوربية فعلا، إن لم تكن أهمها على الإطلاق. وضعت «المسيرة من أجل الشغل» في بروكسيل، بعد صدمة إغلاق مصنع رونو فيلفورد، 70 ألف متظاهر. لكن المواكب قدمت أساسا من فرنسا وبلجيكا. أمّا في أمستردام فقد حضر مئات من اليونانيين وأكثر من مائة فينلندي وآلاف البلجيكيين والفرنسيين والايطاليين والألمان والإنجليز.


الرهانات الأوربية

إن الوعي المتنامي بضرورة أنشطة مشتركة على المستوى الأوربي، يحيل إلى أهمية الرهانات الحالية.
ولا يدرك الرأي العام كفاية أولى الرهانات ألا وهي ندوة الحكومات. فهذه الجولة من الحوار، التي انطلقت في تورينو في مارس 1996 لتنتهي في 16 و17 يونيو بأمستردام، كان منصوصا عليها في اتفاقية ماستريخت. ويتعلق الأمر بملائمة المؤسسات الأوربية مع توسيع مرتقب بعد سقوط حائط برلين وبالخصوص بتزويد الاتحاد الأوربي بأداة سياسية وحتى عسكرية تعوزه بشدة في إطار إعادة تنظيم العلاقات بين الامبرياليات على المستوى العالمي. وقد سبق للولايات المتحدة أن أعطت المثال لما استعملت وزنها العسكري –وبالتالي السياسي – بعد حرب الخليج (1991) لتؤثر على المفاوضات التجارية فيما تهيمن عليه في القطاعات (التسلح، الزراعة، وخاصة الخدمات وتكنولوجيا «مجتمع الإعلام».)
كان إذن لندوة الحكومة جدول أعمال بالغ الطموح: إعادة نقاش كل النصوص والأوفاق الأوربية، من اتفاق روما إلى اتفاق ماستريخت.
ونظرا لضآلة ما يتيحه الوضع الاقتصادي بأوربا من هوامش مناورة، فقد انحصر النقاش في الأمور المؤسساتية: توازن الأصوات في مجلس الوزراء وعدد المفوضين[8] (حصلت مساومة حصرت عددهم الأقصى في 20 بحيث تفقد الدول الكبرى ثاني مفوضيها بقدر ما يتسع الاتحاد وكان التقدم ضئيلا جدا في الجانب السياسي: مازال بعيدا تشكيل حكومة أوربية حقيقية توازي اعتماد العملة الموحدة. أمّا على المستوى الاجتماعي فقد كانت النتائج أكثر هزالة ولن تتجاوز تصريحات بالنوايا يلحق بالاتفاق.
وهذا ما يفسر ضعف اهتمام الحشود. وتبقى مسؤولية السياسيين كاملة وخاصة في فرنسا بالنسبة لحكومة أحزاب اليسار. فعندما يمكن إعادة نقاش كل شيء، يصبح توقيع اتفاق أدنى بأمستردام دعما لبناء أوربا ليبرالية لا تعطي الأسبقية للمسائل الاجتماعية بل تضعها في المرتبة الثانية خلف توسيع سوق البضائع والرساميل والخدمات. ولن يقتصر الأمر على قبول اتفاقيات ماستريخت بل حتى «ميثاق الاستقرار» المقرر في دبلن في نهاية 1996. علما أن هذا الميثاق يرمي إلى تأبيد معايير ماستريخت بعد تحقيق العملة الموحدة ويحصر الاقتصاديات القومية في طوق على المدى الطويل جدا.
بعد إيطاليا عام 1996، فازت التحالفات المنتسبة إلى اليسار في بريطانيا وفرنسا. وفي ألمانيا ستتبوأ مسائل الشغل ونوع أوربا المراد بناؤها مركز النقاشات في انتخابات 1998. ومن اللازم، في هذا السياق، إعادة إنعاش النقاش حول سياسة مغايرة في أوربا، سياسة تضع التشغيل على رأس سلم الأسبقيات وتلتزم فعلا بإعادة تقليص منسق لوقت العمل وتوفر للمعطلين والمقصيين وسائل حياة لائقة، وتضع حدا نهائيا لعدم استقرار الشغل في المنشآت.
وبعد ندوة الحكومات، تتمثل المرحلة الثانية في اعتماد العملة الموحدة في مطلع 1998. وكان هذا الرهان موضوع نقاش واسع. ويتعلق الأمر بتحديد قائمة البلدان التي استوفت معايير ماستريخت والتي من شأنها، تبعا لذلك، أن تندرج في الشطر الأول من البلدان التي تطبق العملة الموحدة. وسينصب النقاش حول مدى تخفيف تلك المعايير وحول مشاركة بلد أو أكثر من أوربا الجنوبية (إيطاليا، اسبانيا، البرتغال) منذ المرحلة الأولى.
والواقع أنه ليس ثمة غير سيرورة نقاش واحدة واسعة: فإذا لم يجر الحديث عن أي شيء في أمستردام في يونيو 1997، فمن سيعتقد بإمكان انعطاف فعلي نحو أوربا الاجتماعية في يناير 1998؟
يشكل اعتماد العملة الموحدة موضوع نقاش في أوربا برمتها. وقد تعتبر الحكومتان الإيطالية والإسبانية عدم إشراكهما في المرحلة الأولى إهانة. وقد شهدت الحملة الانتخابية الفرنسية تبني الحزب الاشتراكي لموقف تخفيف معايير ماستريخت وإشراك بلدان جنوب أوربا في العملة الموحدة. وحتى في ألمانيا اشتد النقاش حول إعادة تقييم سعر الذهب الذي يحوزه البنك المركزي لألمانيا –وهو وسيلة لتزييف حجم عجز ميزانية ألمانيا لعام 1997- وحول مجمل سيرورة أحداث العملة الموحدة.
وكانت مواقف التجمعات المنظمة للمسيرات واضحة: رفض معايير ماستريخت، فتلك المعايير هي المبرر المستعمل للاقتطاع من الميزانيات الاجتماعية وذلك في مجموع البلدان الأوربية ومنها بلدان كاليونان لن تكون بكل تأكيد ضمن الشطر الأول من البلدان المدمجة في العملة الموحدة.
لقد أعادت التغييرات الحاصلة بأوربا في الأشهر الأخيرة فتح مجال الاختيار: فبوجه مجموع سيرورة النقاش هذه، من ندوة الحكومات إلى التطبيق الملموس للعملة الموحدة، يجب تحديد أولويات أخرى واختيارات أخرى.


متطلبات مشتركة ونقاشات متواصلة:

جرت مناقشة خيارات ومتطلبات الحركة الاجتماعية لأجل أوربا مغايرة. ففي فلورانس أولا، في يونيو 1996، وبمناسبة إحدى القيم الأوربية التي بدأت سيرورة نقاش ندوة الحكومات، قام مسؤولون من الجمعيات والنقابات بالشروع في سيرورة تعبئة لأجل المسيرات الأوربية. ثم في بروكسيل في فبراير 1997، خلال الجلسات الأوربية التي ضمت 500 مناضل قدموا من أوربا كلها.
وعلى مستوى المطالب كانت مجالات الاتفاق واسعة جدا. إذ لم يظهر أي مشكل بخصوص لائحة المطالب التي تخص النضال فورا ضد أشكال الإقصاء ولأجل توفير شروط وجود لائقة للمعطلين. هكذا نجد ضمن تلك المطالب، وكما هو الحال في فرنسا، رفض طرد المعطلين من السكن ورفض قطع التيار الكهربائي والغاز والماء عنهم وعلى وجه العموم كل ما يتعلق بالدفاع عن الحقوق الأساسية التي يجب أن يستفيد منها الجميع ذكورا وإناثا: الحق في السكن وفي التعليم وفي عناية صحية جيدة، الخ. كما جرى أيضا الاتفاق بسهولة حول المطالب الكبرى التي يعتبرها الجميع شرط تغيير وجهة التطور الذي تشهده البطالة: سياسة إحداث واسع لمناصب شغل، خاصة في القطاعات التي بها حاجات كبيرة لم تتم إرضاؤها كالصحة والتعليم، وخاصة التقليص الجذري لوقت العمل في أوربا برمتها وهو تقليص لا يجب أن يكون على حساب القدرة الشرائية للأجراء. هذا بينما حصل تباين في الآراء في مجالات أخرى، وهو نابع في المقام الأول من تمايز الواقع الاجتماعي وما له من آثار على طريقة وضع المطالب.
فالإنجليز مثلا هم في حالة يتطور فيها العمل الجزئي وحيث لا وجود لأجر أدنى ولا لوقت عمل مقنن. فمع أنهم لا يعارضون تقليص وقت العمل، نجدهم يلحون أولا على ضرورة أجور لائقة وعلى «التشغيل التام» ويرون فيه عودة إلى «عصر ذهبي» سابق لعهد مارغريت تاتشر، حيث يجد كل راغب العمل وتتولى الرعاية توزيعا معينا للخيرات.
وفي ألمانيا تتعبأ جمعيات العاطلين ضد «العمل الإجباري» أي عمليا ضد الإجراءات التي تربط تعويضات البطالة بقبول أي عمل مهما كانت شروطه. ويطابق هذا، في ألمانيا الغربية على الأقل، وضعا حديث العهد بالبطالة وحيث ما زال قسم من الرأي العام يعتقد أن الأفراد عاطلون لأنهم لا يبحثون فعلا عن عمل.
إن النضالات من أجل « التشغيل التام» والنضالات ضد « العمل الإجباري»، لا تتناقض إن هي وضعت في سياقها، لكن لابد من وقت للمواجهة والنقاش.
والمجال الآخر للنقاش، والذي لا يجب ترقب حله على المدى القصير، هو التقييم العام لسيرورة البناء الأوربي.
يرى البعض، خاصة في الدنمارك والبلدان السكاندنافية المدمجة حديثا بالإتحاد الأوربي، أن البناء الأوربي في حد ذاته عرقلة للمطامح الشعبية. لذلك فهم يلحون على ألاّ يؤدي أي مطلب إلى تعزيز مؤسسات المجموعة الأوربية (في مجال الاتفاقيات الجماعية مثلا).
ويرى آخرون، مع انتقادهم الشديد لطريقة بناء أوربا، أن نضالهم من أجل أوربا مغايرة يمر عبر مطالب على المستوى الأوربي، مطالب ستؤدي تلبيتها عمليا إلى تزويد أوربا بأدوات إضافية خاصة في المجال الاجتماعي.
هذا النقاش متواصل، لكننا ندرك جميعا أن التعبئة سوف تغير معطياته. وإذا انحصرت التعبئات في إطار قومي فإن هذا الأخير سيبدو كإطار للمواجهة السياسية والاجتماعية غير قابل للتجاوز. لكنها إن نجحت في التطور على المستوى الأوربي فسيمكن التقدم بمطالب مشتركة سترسم مستقبلا آخر لأجل بناء حقيقي لأوربا.


الحركات الاجتماعية الأوربية شرط لبناء أوربا

كي تأخذ أوربا وجهة أخرى لا بد طبعا من حركات اجتماعية أوربية، لكن من المحتمل أنها شرط لأي بناء لأوربا.
إن أوربا، مبنية فقط على وجود سوق حر للبضائع وللخدمات والرساميل ومستندة على بنية تقنية بيروقراطية في بروكسيل، تتوفر على كل حظوظ الانكسار عند أول صدمة قوية. ويكفي تصور أن حركة اجتماعية كالتي شهدها نوفمبر/ديسمبر 1995 لم تجد كمخاطب وحيد غير السلطات المالية الأوربية المستقرة في فرانكفورت ولجنة بروكسيل، لإدراك مدى هشاشة البناء.
إن رد السلطات الفرنسية على أزمة تتداخل فيها العوامل الاجتماعية والقومية سيكون دون شك انسحابا من الأولويات النقدية المشتركة، كما فعلت ذلك قبل بضع سنوات الحكومتان البريطانية والإيطالية بخصوص النظام النقدي الأوربي. إن إحدى الركائز الأساسية للهويات القومية هي الشعور بوحدة المعارك والتعبئات الشعبية التي خلفت عناصر ذاكرة ورأي عام جماعيين. ففرنسا هي، عند الكثيرين، المقاومة والتحرير عامي 1944/1945 والعطل المؤدى عنها وإضرابات سنة 1936 وإرث الثورة الفرنسية لعام 1789.
إن شعورا على المستوى الأوربي بالعيش في إطار جغرافي وسياسي مشترك لا يمكن خلقه إلاّ انطلاقا من تعبئات وحركات نضالية مشتركة.
في هذا الصدد قد تظل سنة 1997 في الذاكرة الجماعية كسنة لبروز التعبئات الأوربية. لقد جرت في السابق بعض التعبئات على مستوى القارة، وكان آخرها إضراب السككيين بأوربا عام 1992 دفاعا عن الخدمات العمومية. لكن تلك المبادرات ظلت قليلة وغالبا ما انحصرت في قطاع مهني مع اثر ضعيف على الرأي العام.
وفي النصف الأول من 1997 كانت نضالات فيلفورد واليوم الاحتجاجي للكونفدرالية الأوربية للنقابات يوم 28 ماي والميسرات الأوربية ضد البطالة والعمل المؤقت وكل أنواع الإقصاء. وكانت الصدمة التي هزت الرأي العام، مصنع السيارات رونو فيلفورد ببلجيكا. وهذه الصدمة هي التي دفعت إلى المقدمة ضرورة إجراءات اجتماعية على النطاق الأوربي وأعطت مصداقية لفكرة التعبئة الأوربية.
بعد المسيرات يأتي في جدول الأعمال بناء شبكة متكاملة لدعم التعبئات الأوربية. ولا يتعلق الأمر طبعا بالتعارض مع البنيات القائمة كالإتحاد الأوربي للنقابات والشبكة الأوربية للذين لا عمل لهم. على العكس يمكن للمسيرة أن تدعم ما هو موجود. فالشبكة الأوربية للمحرومين من العمل تضم منظمات عاطلين في أحجام مختلفة وممارسات شديدة التباين في بلدان أوربية عديدة. يتعلق الأمر إذن بالتوفر على أدوات للاستعلام كلما كانت تعبئة ما تعني الآخرين خارج حدود بلدها الأصلي، وعلى شبكة تساعد على تنظيم نقاشات على المستوى الأوربي وعلى تطوير تعبئات في القارة بأكملها.
إضافة من المترجم: تكونت بالفعل الشبكة الأوربية للنضال ضد البطالة وقد صدر بيانها التأسيسي في العدد الأول من النشرة المركزية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب.
[5] - هذا النص تعريب للفصل 11 من كتاب «عودة المسألة الاجتماعية» من تأليف دانيال بنسعيد وكريستوف أكيتون. Editions Page deux 1997
كريستوف أكيتون: أحد مؤسسي نقابة SUD-PTT (تضامن-وحدة-ديمقراطية) واحد أهم نشطاء حركة AC ! ضد البطالة والمسيرة الأوروبية ضد البطالة التي انتهت في يونيو 97 بأمستردام. وهو بصدد تهيئ مبادرة أوروبية ضد بطالة الشباب.
دانيال بنسعيد: أستاذ فلسفة بجامعة باريس الثامنة.
روبير كريميو: مناضل في الحركةالوطنية للعاطلين والمؤقتين (MNCP) وأحد مناضلي المسيرات الأوروبية ضد البطالة.
كتب هذا النص يوم 02 يونيو 1997 أي قبل أسبوع من مظاهر أمستردام التي كانت نقطة التقاء المسيرات الأوروبية ضد البطالة. وقد جمعت التظاهرة ما يفوق 50 ألف حسب الشرطة الهولندية وبذلك تجاوزت ترقبات منظميها.
[6] - مولينكس : منشأة كبرى لإنتاج الأدوات الكهرومنزلية الصغيرة، يوجد مقرها الرئيسي في النسون (نورمانديا السفلى) وقد شهد في السنوات الأخيرة جملة عمليات إعادة هيكلة قاسية وأصبحت مجالا لنضالات رائدة دفاعا عن الشغل.
[7] - مطار جنوب باريس يعمل به 10 ألف أجير، وكانت أورلي أول مرحلة المسيرات إلى باريس
[8] - أي أعضاء اللجنة الأوربية وهي الجهاز التنفيذي للإتحاد الأوربي.