لماذا هذه المدونة؟

نضع بين أيديكم في هذه المدونة محتويات الأعداد الستة من نشرة فرع أكادير "المعطل(ة) المكافح(ة)" وهي تدل على المجهود الإعلامي الذي بدله الفرع للمساهمة في خلق إعلام كفاحي تقوده الجمعية الوطنية. كما يأتي هذا الإصدار للتأكيد مرة أخرى على ضرورة استمرار النضال من أجل بناء جمعية للمعطلين جماهيرية كفاحية مستقلة والعمل من أجل النضال المشترك مع كل ضحايا البطالة ومن أجل توفر جمعيتنا على إعلام كفاحي ومستقل يرفع عنها الحصار ويكون منبرا لنقاشنا الداخلي. كما نجدد التأكيد أن لا مستقبل لجمعيتنا في غياب ترسيخ تقاليد الديموقراطية الداخلية.


الاثنين، 6 يونيو 2011

المعركة الوطنية للمعطلين بالعاصمة

المعركة الوطنية للمعطلين بالعاصمة: كفاح مركزي في سياق سياسي ملائم


السبت 23 نيسان (أبريل) 2011

حسن أبناي


قبل عشرين سنة ولدت الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، ُعمدت بالقمع وبه ترعرعت وتصلبت.عقدان من كفاح منظمة شعبية لم يوجد لها نظير في تاريخ نضال شعبنا.بتمويل ذاتي بسيط وهياكل تنظيمية مبدؤها التطوع وانعدام تام لمقرات تحتضن الاجتماعات ، أملاكها كناشات و بطاقات انخراط الأعضاء

للجمعية الوطنية قصب الريادة في جعل الشارع العمومي ميدانا للكفاح ، والمعارك الوطنية بالمركز طرقا للضغط والمسيرات الشعبية المستغنية عن رخص النظام أساليب للنضال. مع الجمعية الوطنية لم يعد النضال مقتصرا على اعتصام داخل أربعة جدران، ولا بيانا شديدا اللهجة، ولا بلاغا باردا ينشر في صحيفة . لقد أضحي نزولا إلي الميدان والتحاما بالشعب الكادح، واحتلالا للمؤسسات العمومية، وحملات للتشهير بالنظام ،وسعيا لخلق ميزان قوي لاجتثاث مآسي شعبنا والمتسببين فيها .

أن تستمر الجمعية تنظيميا، وتعقد مؤتمراتها بتواتر، وتحافظ علي امتداداها الوطني ، وأن تظل حاضرة في نضالات شعبنا، فدليل علي كونها مكسب لشعبنا في العقدين الماضيين والحاضر وفي المستقبل ، كنز يجب الحفاظ عليه ودعمه وتعزيزه.

انتزعت الجمعية مكاسب حقيقية :لقد ضمنت بفضل كفاحها للآلاف من شباب شعبنا دخلا أخرجهم من براثين البطالة ، وأوقفت الآلاف المحاولات لتوظيف الزبناء و الأتباع الحزبيين و الأقرباء من شتي الأصناف ومكنت شبابا لا حول لهم إلا قوة وحدتهم ونضالهم من حق كاد أن يسرق . بالمقابل، كانت الكلفة مئات الاعتقالات و ما يتعذر احصائه من المعطوبين، وملفات اتهام كاذبة في ردهات محاكم الطغاة علي طول خريطة البلد، و شهيدين، نجية أدايا و مصطفى الحمزاوي...

المعركة الوطنية الراهنة أي سياق؟

عانت الجمعية الوطنية في السنين القليلة الماضية من تراجع في الدينامية النضالية وتقلص تنظيمي ، و تراجع عدد منخرطيها . وانتقل مركز ثقل النضال من المعارك المركزية الدافعة للنضال المحلي والمعززة لقاعدة الجمعية إلي نضال محلي متمحور حول دوامة :نضال من أجل حوار – حوار – نضال من اجل تنفيذ وعود الحوار. وقد تعودت الأجهزة المحلية للدولة وتمرست بدورها في أساليب استنزاف الفروع في دورات مفرغة تنتهي بتنازلات غاية في الهزالة.

السياق الإقليمي الجديد الذي فجره انتحار شاب تونسي من حاملي الشهادات ، والذي أفضي لحدود الساعة إلي بحر غضب شعبي هادر، جرف في طريقه زين الجلادين ومبارك الفرعون وعروش أخرى ترتجف علي بركان يغلي، أنعش النضال الشعبي بالمغرب فبرزت حركة 20 فبراير وتفجر النضال الشعبي في مناطق عدة من البلد. و أصبحت الرباط ساحة النضال لكل المغبونين الذين أتوا من نواحي البلد ، لازلنا في مقدمات النهوض لكنه يؤشر علي أن شعبنا اذا قرر أخذ مصيره بيد فما من قوة قادرة على وقفه.

في هدا السياق، تأتي المعركة المركزية الحالية ، هو سياق مواتي بشكل غير مسبوق . ولا شك أن كل مناضلي الجمعية واعون لأهمية الظرف الملائم من أجل معركة نوعية غير مسبوقة. دليلنا التحاق هام للفروع والأعضاء بالرباط بشكل مغاير لكل المعارك التي خاضتها الجمعية في السنوات الأخيرة .

ادا توفر السياق الملائم، و القاعدة العازمة على النضال، فان قدرة القيادة (مجلس وطني – مكتب تنفيذي) على الإدارة الحاذقة والشجاعة تغدو أمرا حاسم لتحقيق الانتصار، أي الظفر بمكاسب ملموسة ديمقراطية (قانوينة الجمعية- ملف الشهيد الحمزاوي ...) واقتصادية /اجتماعية (مناصب شغل حقيقية، وتعويض بطالة...) .

إن المعركة الراهنة ستحدد مستقبل الجمعية الوطنية للسنين القادمة ، والحركة المناضلة ضد البطالة بصفة عامة ، انها رهان استراتيجي لنضال شعبنا وجب ربحه.

المعركة المركزية :الجمعية الوطنية أمام تحديات جديدة.

بدأت المعركة الحالية في 04 أبريل الجاري ، تنفيذا لقرار صادر عن المجلس الوطني المنعقد في 06 مارس المنصرم. تنوعت أساليب النضال من مسيرات في الشارع العمومي، ووقفات أمام البرلمان، واقتحام أو محاولة اقتحام لمؤسسات الدولة، وعرقلة السير و الجولان ، وحملات تعبئة في الأحياء الشعبية ... وكان رد النظام الاكتفاء بالمتابعة دون تدخل قمعي حاد كالمعتاد، أو قمع لمنع تنفيذ صيغة نضالية(احتلال وزارة مثلا). إن النظام، تحت وقع ما يجري بالمنطقة، يحاول تفادي قمع قد يفجر الوضع بالغ الاحتقان أصلا، و في الآن ذاته سيعمل علي تشديد الخناق على الخطوات النضالية النوعية التي قد تكون نقطة انطلاق لتأخذ المعركة وجهة أشد كفاحية، مراهنا على الملل والإعياء جراء الدوران في الدائرة المفرغة لنقاش اشكال النضال، والاستنزاف المالي في غياب المقرات والدعم من طرف المنظمات الصديقة.

تمثل قوة الاقتناع، وارادة النضال المتنامية، أسمنت المقاومة الشعبية. لكن الدوران في الدائرة المفرغة يصيب المقاومة في مقتل، فأي خيار أمام الجمعية للخروج من هده الكماشة وتعزيز المعركة قاعدة، ومعنويا وماديا؟

منذ سنين خلت، والنقاش متداول في صفوف الجمعية حول أساليب نضالية لها قوة الدفع والضغط أكبر من المسيرة والاعتصام . و كانت صيغة ما يسمي "مخيم المهمشين" جوابا علي الخنق المالي والمنع من المقرات والدورة المفرغة. لكن ظل مجرد صيغة اقتراحية تعوزها قوة المثال في مختبر الميدان. هذا الوضع تغير، فأمامنا عشرات ميادين الاعتصام في عموم منطقتنا الجهوية ، من اعتصامات التحرير إلي اعتصامات التغيير، و اعتصامات للمطالب الاقتصادية والاجتماعية. لم يعد الأمر مجالا للافتراض بل تجارب حية لنضال شعوب ضد القهر والاستبداد.

يجب أن تفتح الجمعية افاقا جديدة لكفاحها لتستعيد محوريتها النضالية ضد البطالة، ومركز تجميع ونضال لكل المعطلين. يجب أن تكنس مساعي تفريخ بدائل وتمزيق الحركة، يجب أن تربح معركة كونها إطارا للمعطلين وأن تستعيد المجربين الذين أنهكتهم مناوشات لا تنتهي حول نقاط للحصول علي رخصة بئيسة أو عمل موسمي في بلدية .الفرصة هاهنا ، فهل ستستثمر؟

لكي يكون الاعتصام المركزي في الشارع جاذبا للآلاف المعطلين وطنيا ، لابد أن تبدع الجمعية في مقترحاتها التنظيمية بما يتلائم مع الاعتصام: يجب السماح بتأسيس اللجان التحضيرية في الاعتصام (عوض أن يذهب عضو المكتب إلي المدينة ، معطلو المدينة يأتون إلي العضو) و تأسيس لجان جديدة تتلاءم مع الوضعية الجديدة التي سيخلقها الاعتصام . لا يمكن التكهن نهائيا بالآفاق التي سيفتحها نجاح الاعتصام، لكن الأكيد أن الجمعية ستفرض زخما إعلاميا لمعركتها و تفرض على النظام ترك تكتيك التجاهل :إما نحو القمع أو نحو التنازل. فان فشل القمع في اجتثاث المعتصم فمكاسب هامة معززة للجمعية وتعزيز لنضال شعبنا وهو شيء لا يقدر بثمن.

على كل المناضلين والمنظمات الداعمة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين أن تبرهن على صدقيتها في دعم المعركة المركزية وتأمين سبل النجاح لها.

من أجل أفق جديد لنضال الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين

من أجل انتزاع مطالب جمعيتنا

من أجل اعتصام مركزي مفتوح في الشارع العام

خيرات وطننا كفيلة بتشغيلنا.

حسن أبناي

ليست هناك تعليقات: